dimanche 11 janvier 2009

تطبيقات

دورة 2008 الشعبة العلمية

من وجهة نظري يبدو أنه توجد سلسلة مستمرة من الحالات الواعية متصلة بعضها مع بعض ، بمقدرتي في أي لحظة أن أتذكر تجارب واعية حدثت في الماضي ... إن هذا هو العنصر الجوهري في الهوية الشخصية .

السبب الذي يستلزم هذا المعيار بالإضافة إلى الهوية الجسدية هو أنه من السهل لي أن أتصور حالات فيها أجد نفسي جسد آخر عندما أستيقظ من النوم ، ولكن من وجهة نظري سأكون متأكدا أنني الشخص نفسه . أنا أحتفظ بتجارب كجزء من السلسلة ، فهي تشمل على تجارب الذاكرة لحالاتي الماضية الواعية .

ادعى " لوك " أن هذه هي الصفة الجوهرية في الهوية الشخصية ، وسماها الوعي . ولكن التأويل المتعارف عليه الذي كان يقصده هو الذاكرة ... وأظن أن هذا ما كان يعنيه " لوك " عندما قال إن الوعي يؤدي وظيفة جوهرية في تصورنا للهوية الشخصية . ولكن بغض النظر عما إذا كان " لوك " يقصد هذا المعنى ، فإن استمرارية الذاكرة هي على الأقل جزء مهم من تصورنا للهوية الشخصية.

حلل وناقش

الوضع المشكل

هوية الشخص

دور الوعي والذاكرة في تحديد الهوية الشخصية . هل الهوية الشخصية تمثل وحدة ثابتة أم متغيرة ؟

مكونات الإشكال : الوعي ، الهوية ، الشخص ، الذاكرة

بنية النص

يشير النص إلى أن هناك سلسلة من الحالات الواعية المتصلة ببعضها البعض تحدد هوية الشخص

إن تجارب الذاكرة تؤكد بأنني الشخص نفسه

السمات الجوهرية التي حددها لوك في كلمة الوعي كان يقصد من ورائها الذاكرة

الوعي يساوي الذاكرة يؤدي وظيفة جوهرية في تصور النص للهوية الشخصية

وبغض النظر عما كان يقصده لوك فإن الهوية الشخصية تتحد انطلاقا من الذاكرة

التحليل والمناقشة

يتناول النص مسألة غاية في الأهمية وتتعلق بما الذي يحدد الهوية الشخصية

ثم كيف يلعب الوعي والذاكرة دورا في تحديدها

يؤكد النص على أن الهوية الشخصية واحدة ثابتة رغم التغير الذي يلحق الجسد

بالنتيجة حضور الذاكرة والقدرة على العودة إلى الذات يجسد الهوية الشخصية

لكن هل الوعي كاف لتحديد الهوية الشخصية ؟

نعرض هنا تصور لوك الذي يساوي بين الوعي والذاكرة

لوك ينطلق من نظرته التجريبية للعقل وللشخص ، فالعقل صفحة بيضاء والحواس أساس عملية التفكير بهذا الشكل يكون الوعي مرافقا للفكر

إذن الإدراك الإحساس الوعي الفكر كل هذه المؤشرات تجعل من الممكن التمييز بين الأنا والأشياء المفكرة الأخرى

وهذه المؤشرات ذاتها تحدد الهوية الشخصية وتضمن امتدادها عبر الزمان والمكان

فالهوية الشخصية هي نفسها في الماضي والحاضر

لكن هل الوعي والذاكرة كافيين لشرح وحدة الهوية الشخصية وتكونها ؟

محدودية هذه النظرة ؛ كون الوعي كما حدده النص لا يشرح كيف تتكون هوية الشخص ولا يبرر التغير الذي تعرفه الهوية الشخصية ؟

إن تعدد العناصر المكونة للهوية الشخصية تبرز بوضوح محدودية هذا التصور

وتبرز تداخل العوامل الذاتية والموضوعية في تكون الهوية

هنا يمكن إدراج موقف فرويد كتجاوز للتصور العقلاني أو التجريبي ، بحيث يركز فرويد على أهمية التفاعل الذي تعرفه مكونات الشخصية في تشكل الهوية

إن مسألة الوحدة والثبات لم تعد مقبولة خاصة إذا ما عرفنا أن بنية الشخصية معقدة ومتداخلة وتخضع لجملة من العوامل الذاتية والخارجية

فالشخص ليس بنية نمطية ، ولا يمكن أن يكون كذلك ، إنه كيان متعدد الأبعاد يتمتع بالحرية والقدرة على الاختيار على حد تعبير مونيه

الخاتمة

تبقى إشكالية الهوية الشخصية قائمة ؛

مشروع إنشاء فلسفي

يتأطر النص ضمن مجال الوضع البشري ويمثل فيه مفهوم الشخص مفهوما مركزيا لأنه كيان نفسي واجتماعي ولسني ... و السمة الأساسية للشخص هي هويته التي تنمو وتتطور من خلال علاقاته المتغيرة والمتداخلة مع الغير و تلعب اللغة الحامل للمعطيات الأولية للهوية التي تبدأ معها الملامح الوجدانية والذهنية والمعرفية بالتشكل . من هذا المنطلق تمثل الهوية الشخصية إشكالية فلسفية وعلمية تجعلنا نتساءل عن دور الوعي والذاكرة في تحديد الهوية الشخصية ؛ وهل تمثل وحدة ثابتة ؟

يعتبر النص الوعي محددا أساسيا للهوية والذي يتمثل في سلسلة من الحالات الواعية المتصلة ببعضها البعض ، فالقدرة على تذكر أحداث الماضي عنصر جوهري في الهوية ، وبالتالي الذاكرة هي أساس الهوية وما الاختلاف الذي قد نلحظه سوى اختلاف في الظاهر أما الجوهر فهو هو وبالتالي أن الشخص نفسه . لا يتغير مهما تغيرت ملامحه . فتجاربي الشخصية تظل في الذاكرة وتمثل جزءا مهما من تصورنا للهوية الشخصية .

إن الوعي الذي يتحدث عنه النص وعي من حيث هو ذاكرة يرتبط بتجارب الماضي كجزء من مكون للهوية بغض النظر عما كان يقصده لوك عند تعريفه للوعي .

لقد انطلق لوك من مبدأ العقل صفحة بيضاء تلعب التجربة والحواس دورا في نقل معطيات الواقع إليه وأثناء هذه العملية تبدأ الهوية بالتشكل . فالوعي عند وعي مرتبط بالأحاسيس وبعملية التفكير ككل يمثل فيها الإدراك ، والإحساس ، والوعي ، والتفكير مؤشرات أولية تجسد الهوية الشخصية ، وتمتد هذه الهوية بامتداد التفكير ، وهي بالتالي هي نفسها في الماضي والآن .

لكن هل الوعي والذاكرة كافيين لشرح وحدة الهوية الشخصية وتكونها ؟

تتجلى محدودية هذه النظرة في كون الوعي كما حدده النص لا يشرح كيف تتكون هوية الشخص ولا يبرر التغير الذي تعرفه الهوية الشخصية ؟ ونفس الشيء وقع فيه لوك : وكأن الوعي مجرد ذاكرة لا أقل ولا أكثر .

إن الوعي أعمق مما تصره النص إنه وعي من حيث هو شعور واع يتأثر بالعوامل اللاشعورية والواقعية ؛ وهذا ما حاول فرويد شرحه ، موضحا أن هناك عوامل ذاتية وواقعية تتدخل في تكون الهوية الشخصية ، وأن الحديث عن وحدتها في ظل التفاعل القائم بين مكونات الشخصية من غير الممكن. فالعلاقة القائمة بين الأنا والهو والأنا الأعلى التي يطبعها الصراع الدائم يفسر من وجهة نظر سيكولوجية محددات الهوية بل وتنوعها ؛ فالذاكرة عند فرويد تستمد معطياتها من الكثافة النفسية التي يجسدها الهو لا من مجرد تسلسل الأحداث كما تصور ذلك النص . ولا مجرد تجارب مر بها الشخص كما تصور ذلك لوك .

إن مسألة الوحدة والثبات لم تعد مقبولة خاصة إذا ما عرفنا أن بنية الشخصية معقدة ومتداخلة وتخضع لجملة من العوامل الذاتية والخارجية . كما أن الشخص ليس بنية نمطية ، ولا يمكن أن يكون كذلك ، إنه كيان متعدد الأبعاد يتمتع بالحرية والقدرة على الاختيار على حد تعبير مونيه . من هنا تبقى إشكالية الهوية قائمة ومفتوحة على كل الاحتمالات .