lundi 7 décembre 2009

نموذج تجريبي

الموضوع : الدورة الاستدراكية 2009-12-07

( بالرغم من أن التاريخ ليس له غايات ، فإننا نستطيع أن نفرض عليه غاياتنا )

انطلاقا من القولة ، إلى أي حد يمكن للإنسان أن يفرض غاياته على التاريخ ؟

الجواب من إنجاز التلميذة: الكاري دنيا ثانية ع إ
ندرج هذا النموذج دون تغيير أو تصحيح من أجل الاستفادة
مشروع إنشاء فلسفي .

تندرج القولة ضمن مجزوءة الوضع البشري ، ويشكل موضوع التاريخ موضوعا محوريا بحيث تطرح ضمنه إشكالية دور الإنسان في التاريخ . هل الإنسان صانع للتاريخ ؟ أم خاضع له أم هناك أسباب أخرى ؟
إن نظرتنا للإنسان في واقعه الاجتماعي والثقافي والفني والسياسي ...تصور لنا الأدوار التي يقوم بها الإنسان كذات فاعلة منتجة للوجود التاريخي والاجتماعي المحدد في الزمان والمكان .
إن الإنسان كائن تاريخي يندرج في مجريات الأحداث ويتفاعل فيها ويجعل منها موضوعا للمعرفة من خلال توثيقه وإعادة بناء الوقائع الماضية من أجل فهمها وفك رموزها .
إن التاريخ هو عبارة عن مجموعة من التفاعلات الإنسانية ، والتلاقحات الحضارية ، من هذا المنطلق كانت كل واقعة تاريخية تزخر بهويتها الثقافية ، والاجتماعية لأن الإنسان مرتبط بالجماعة .
إذن تاريخه هو جزء من تواريخ متعددة ينبغي الكشف عن تقاطعها لفهم تفاصيل وقوعها أنداك .
فالحادثة التاريخية فريدة لا يمكن أن تتكرر ، يقول ماكس فيبر ( إن الحادثة التاريخية هي ما يحدث مرة واحدة باعتبار المعنى الذي جال في نفوس الأفراد حين اختاروا سلوكهم ذلك الذي سلكوه في سياق تلك الحوادث )
فهل الإنسان فاعل تاريخي ؟
يرى هيغل بأن الصيرورة التاريخية يتقدم نحو التحقق التدريجي لمبدأ الحرية ، وذلك من خلال الصراع القائم بين الأنوات ، صراع ينعدم فيه التكافؤ مثال ( السيد والعبد ) .إذن هيغل اعتبر التاريخ نتيجة للضرورة لأنه يخضع للعقل الكوني من أجل غايات متعالية ، فالتاريخ هو الذي يصنع الإنسان حسب هيغل في مقابل هذا التصور السلبي ، لدور الإنسان في التاريخ نجد ماركس يعتبر الإنسان المحور الأساسي في العملية التاريخية . فالطبقة الاجتماعية فاعلا تاريخيا يصنع الحدث لكن صناعة الحدث لا تتم بطرق ميكانيكية حرة بقدر ما هي نتيجة تفاعل طبقي ، اقتصادي ، سياسي ... وفي نظر سارتر الإنسان فاعل تاريخي بالمعنى الوجودي والتاريخي عكس هذا يقول هيغل ( ليس الإنسان سوى وسيلة في يد التاريخ فخداع هذا الأخير يجعل الإنسان يعتقد أنه صانع التاريخ ، غير أنه لا ينفد سوى إرادة التاريخ وفق مسار الروح المطلقة) هذا التصور يلغي الفاعلية الإنسانية ويسلبها إرادتها وحريتها الذاتية ، التاريخ في نظره هو لحظة استلاب تعاني فيها الروح من حالة غربة ، لأنه نتاج أنساق متعالية .
من هنا نخرج بخلاصة أن العلاقة بين التاريخ والإنسان علاقة نفي في نظر البعض ، وعلاقة صراع في نظر البعض الآخر ، إذن كل شخص يفسر هذه العلاقة حسب منظوره الخاص وثقافته الاجتماعية والتاريخية وتكوينه الفلسفي . من هنا تبقى إشكالية دور الإنسان في التاريخ مفتوحة أمام الجميع .