jeudi 28 février 2008

ملخص الفلسفة 2 علمي الغير

- الغيــــــــــــــــــــــــــر

ليس الإنسان من حيث هو شخص مجرد فرد معزولا ، إنه أنا تعيش إلى جانب الآخرين ، وهو في حاجة إليهم والعكس صحيح وتمثل الجماعة المكان الملائم له ؛ لكن هذا التعايش يطرح عدة إشكالات ذاتية وموضوعية . إشكالات تتعلق بالغير المخالف أو المشابه لأناه. لأن هذا الغير هو أنا أخرى قائمة بذاتها تمثل شخصا متفردا ومتميزا . وهو في حاجة إلى الاعتراف المتبادل لأن له وللغير نفس الكيان والحقوق والواجبات ؛ إنه إقرار بوجود أنا أخرى مشابهة مادام يشابهها في كثير من الصفات العامة ( الفيزيولوجية ، النفسية ، السلوكية ،...) لكنه مخالف حين يتعلق الأمر بالمؤهلات والاختيارات والرغبات والمواقف ...

ما يمكن معرفته بصورة مباشرة هو الأنا المباشرة ، أم الآخر الغير فيصعب علي تحديده أو إدراكه بصورة مباشرة لأن هذا الغير يملك من الإمكانيات على التلفظ والترميز والتخفي تجعل معرفته صعبة للغاية .

فكيف يمكن معرفة الغير دون أن افقده خصوصيته ؟ هل معرفة الغير ممكنة من خلال التواصل معه ؟ ألا يؤدي التواصل إلى فقدان أحد الأطراف حريته بل وتلقائيته ؟ هل يعتبر الاختلاف الثقافي والحضاري من بين الحواجز التي تحول دون معرفة الغير ؟ ألا يعتبر التواصل والحوار وسيلة لإزالة الحواجز بين الأنا والغير للقضاء على العنف والعنصرية؟

أ‌- وجود الغير

أسست الفلسفة اليونانية مفهوم الغير على مبدأ الهوية (أرسطو) ، بحيث أن كل شئ مطابق لذاته ويكون بالقياس إلى غيره مختلف عنه ، وينتهي هذا إلى التناقض عند تقابل ألهو هو بالآخر كتقابل الوجود بالعدم أو تقابل المعاني مثل مادي لامادي حقيقي لاحقيقي ..... إن لكل شئ ضده .هذا التصور لم يتجاوز الوعي الميتافيزيقي بالذات وبالغير كوجود ، ( النظرة الانطلوجية للذات وللغير ) لهذا لم يشكل الغير في الفلسفة اليونانية مشكلا ابستيمولوجيا إلا مع الفلسفة الحديثة .

مع الفلسفة الحديثة اتخذ مفهوم الغير معنى آخر أكثر اتساعا مما كان عليه في القديم ، مع ديكارت استبعد الغير كوجود وركز على الوعي الذاتي داخل الخطاطة الثنائية وعي \جسد . أما هيغل فالوعي بالذات يتم من خلال العلاقة المابين الشخصين .

لقد أكد ديكارت من خلال تجربة الكوجيطو أن الأنا وحده موجود ، وهذه هي الخلاصة الأولية اليقينية التي توصل إليها خلال عزلته الوجودية التي استبعد فيها كل شئ حتى الغير ، لأن هذا الأخير يوضع في مصاف الأشياء الخارجة عن ذاتي ، لهذا اشترط ديكارت البداهة والوضوح العقلي كشكلين ضروريين للوصول إلى الحقيقة ، ومادام كل شئ يحيط به الشك فقط شئ واحد لا يتسرب إليه الشك هو أنا أفكر . وأي معرفة على الخارج تتم من خلال التفكير نستدل عليها بالعقل.

وهكذا بالنسبة للغير الذي وجوده في نظر ديكارت وجود افتراضي فقط ، يقول ديكارت إننا على عجز تام لتأكيد وجود الغير ، فقط بواسطة التفكير والفهم واللغة نستدل على وجود الغير ويتم هذا بالمماثلة . إذن الشيء الوحيد الذي هو متأكد من وجوده هو الأنا الفردي أو الوحدي Solipsisme .

في مقابل هذا التصور المفرط في الذاتية ؛ نجد هيغل يؤسس فلسفة للوعي يحتل فيها الغير موقعا مركزيا ، فالوعي ليس وعيا ميتافيزيقيا انه وعي ينمو ويتطور عبر الصراع من اجل الاعتراف .أي أن الوعي في تكونه يواجه وعيا آخر وخلال هذه المواجهة تنشأ العلاقة الإنسانية التي تتميز بالصراع مثال علاقة السيد بالعبد . تتميز العلاقة بين الوعيين بنوع من المجازفة لان كلاهما يسعى إلى سحب الاعتراف بالأنا غايته في ذلك الحفاظ على الحياة . إذن الغير في نظر هيغل شرط ضروري للوعي بالذات ، يقول هيغل يتعلم وعي الذات في هذه التجربة أن الحياة هي بالنسبة إليه جوهر مثل وعي الذات .

إن العزلة الوجودية أفضت بديكارت إلى إقصاء وجود الغير كذات ؛ في حين الصراع القائم بين الذوات هو دليل على وجود الغير . أي أن الوعي بالذات يقتضي الوعي بوجود الغير.

سارتر : وجود الغير كأنا منفصل عن أناي ضرورة للوعي بالذات

ميرلو بونتي : وجود الغير بصورة مستقلة ولا يمثل موضوعا أو شيئا

أهمية وجود الغير بالنسبة للذات ؟

بدأ سارتر بشرح ظاهرة الخجل التي حالة ذاتية اتجاه شخص ما

موقف الذات من الآخر . الذي أصبح يمثل دور الوسيط بين أنا والنفس .

الخجل هو خجل من النفس من حيث تتبدى للآخر

ظهور الغير شكل فرصة للحكم على نفسي لأني أصبحت أقوم سلوكي من حيث يراني الآخرون

سرعان ما تحولني نظرة الآخر إلى موضوع والعكس صحيح

الخجل هو خجل من الذات أمام الغير .

حاجة الذات الى الغير لأدراك بنية الوجود ككل .

العلاقة مع الغير تتخذ بعدا معرفيا ووجوديا فهو إذن شرط لوجودي ولا غنى لي عنه لمعرفة ذاتي .

بنية النص : عرض ، تفسيري ، تقريري

المنهج : تأملي عقلي

المفاهيم : الخجل ، الشعور ، الوجود ، الغير ، النفس ، الذات

هل وجود الغير مسالأة بسيطة بالنسبة للفكر الموضوعي

يميز ميلولوبنتي بين الجسد والوعي

الجسد يمثل البعد المادي وهو شبيه لغيره

أما الوعي فهو الي يمثل الحقيقة وهو متفرد مستقل ولايمكن معرفته بصورة مباشرة

هناك وجودان : *الوجود في ذاته ويخص الأشياء منها الجسد

*الوجود لذاته ويخص الوعي وهو متفرد

الغير هو وجود لذاته مثلما هو وجود الأنا لذاته وهذا يخص الوعي

الغير أمام الأنا هو وجود في ذاته ومن أجل ذاته ولمعرفته ينبغي تمييزه عني أي أن أضعه في مصاف الأشياء

وأن أفكر فيه كوعي

رغم محاولتي التفكير في هذا الغير فإنه من الصعوبة ما كان النفاذ اليه أي أنه ليس موضوعا أو شيء

بنية النص : تحليل ، نقد ، تفسير ، استنتاجي

المنهج : بنيوي ، نقدي

المفاهيم : وعي خالص ، بنية ، الوجود لذاته والوجود في ذاته

يعتبر سارتر الوجود الإنساني سابق على الماهية وأن الحرية شرط هذا الوجود ، فالأنا في التصور الوجودي هو أنا في مواجهة نظرة الغير كوجود لا تحكمها علاقة نفي كما هو الشأن مع ديكارت ولا علاقة عبودية كما تصور ذلك هيغل بل تتميز بالاعتراف المتبادل يغيب فيها عنصر الإلغاء لأن شرط وجود الأنا والغير الحرية لهذا اعتبر سارتر الوجود الإنساني مشروع . و تظهر ضرورة الآخر بالنسبة لأنا للوعي بوجود الغير . مع ميرلوينتي يدخل الأنا مع الغير في علاقة الاعتراف المتبادل مع الحفاظ على فردية كل واحد منهما كما لا يمكنني النفاد إلى عمق هذا الغير لأنه أنا قائمة بذاتها .

ب – معرفة الغير

هل من الممكن تحويل الغير إلى موضوع للمعرفة ؟ هل معرفة الغير ممكنة ؟

سارتر : معرفة الغير غير ممكنة لأنها تحوله إلى شيء ( مجرد انطباع)

ميرلوبنتي : معرفة الغير ممكنة من خلال التواصل

مالبرانش: معرفة الغير غير ممكنة مجرد تخمبن أو افتراض

هل معرفة الغير ممكنة ؟

الغير مغاير لذاتي إنه أنا أخرى

إدراك الغير اختباري من حيث هو جسم في ذاته

الشيء الذي يفصل بين الجسمية هو العلاقة الشيئية بينهما

لا يوجد أي رابط بينهما سوى على مستوى إنهما شيئين مختلفين قائمين بذاتهما

النتيجة التي وصل إليها هي أن الآخر غير ضروري لوجودي

وإدراكه يتم باعتباره موضوع لمعرفتي فقط

وكل ما أكونه عنه هو مجرد انطباع فقط

لأني الأنا هي التي تكون هذا الغير ضمن حقل التجربة وبالتالي إلا صورة ذهنية .

بنية النص : عرض ، تفسيري ، تقريري

المنهج : تأملي عقلي

المفاهيم : انطباع ، الذات ، أنا لست أنا ، امبريقي ، حقل التجربة ، صورة ذهنية

ما هي الصورة التي أدرك عليها الغير

كسلوك

التجربة الداخلية من الغير الممكن إدراكها

من الصعب إدراك حالة الغير النفسية لأنها حالة خاصة كل ما أدركه هو التمظهرات الجسدية

الوضعيات التي يكون عليها كل من الأنا والغير غير متشابهة

الأنا تستحضر حالة ما وتشارك الغير مثلا حزنه

فالحزن هو وضعية تعيها الأنا بمفردها

خلاصة القول هو أن الأنا والغير يعيشان وضعية متناقضة أو مخالفة من خلالها يحاولان بناء وضعية مشتركة للتواصل فقط

بنية النص : تحليل ، نقد ، تفسير ، مقارنة ،

المنهج : بنيوي ، تحليلي

المفاهيم : وضعية ، التواصل ، السلوك ، التصرفات ، الوعي ، الجسد

معرفة الغير مجرد معرفة افتراضية

لأنها تختلف عنا فمن غير الممكن معرفتها عن طريق الوعي

لهذا المعرفة هي مجرد افتراض ليس إلا

من المخطئ الحكم على الآخرين من خلال ذاتي

لأن أناي تخضع للأهواء

لهذا معرفتنا بالآخرين غالبا ما تكون خاطئة

لأنها ليست معرفة موضوعية بقدر ماتكون ذاتي تلعب دروا في إصدار الحكم

بنية النص : تفسيري ، برهاني ، استدلالي ، حجاجي ، المقارنة

المنهج : عقلي ، مقارن

المفاهيم : افتراض ، نفوس ، الخطأ،الحكم ، الأهواء ، الأحاسيس





إن أي محاولة لإخضاع الغير إلى نشاط التفكير تعني تجريده من الذات والوعي والحرية أي تجميده ؛ وهنا تبدأ الإشكالية ، لأنه يفقد خصوصيته ومقوماته كوعي وكحركة وكإرادة وبالتالي يستحيل معها التواصل لأن الأنا قام بتشيئ الغير وجمد فاعليته .

يقوم سارتر بالفصل بين الأنا والغير ويحدده في الصراع القائم أولا بين الجسم والذات ؛ وثانيا بين أنا وأنا أخرى ، فسارتر يدرك الأنا الأخرى إدراكا امبريقيا انه إدراك للجسم ، أي أن إدراك الغير تتم عبر الجسم ؛ وبهذا الشكل تنفصل الذوات عن بعضها البعض ولا تؤثر في كينونتها على بعضها البعض ؛ أي أن وجود واحدة لا يتوقف على وجود الأخرى يقول سارتر فانه لما كان لا يمكن للغير أن يؤثر في كينونتي بكينونته ، فان الكيفية الوحيدة التي يمكن أن ينكشف لي بها هي أن يتجلى لمعرفتي كموضوع . أي أن الأنا هو الذي يكون صورة ذهنية للغير ضمن حقل التجربة . وضمن هذا الحقل تنشأ العلاقة بين الأنا والغير وبمجرد ما يدخل حقل نظرتي حتى أجمده وأحوله إلى شئ ، ونفس الشيء نظرة الآخر تقيدني وتحد من حريتي وتشل تلقائيتي ، وتصبح معرفة الغير مجرد انطباع لا أقل ولا أكثر . إن سارتر اهتم بمعرفة الغير من موقع العقل القائم على مبدأ الحكم والاستدلال لهذا يقول إني أرى و أقيم حسب ما أعتقد بأن الآخرين يرونني ويحكمون علي وهنا اشعر بخيبة الأمل ؛ويزداد الجحيم كلما كانت علاقتي بالآخرين فاسدة وملتوية الجحيم هم الآخرون

هذا التصور سيتم تجاوزه مع النظرة الفينومونولوجية للغير ؛ يرى ميرلوبنتى بأن نظرة الغير لا تحولني إلى موضوع ، كما لا تحوله نظرتي إلى موضوع . لأن الغير عكس ما تصوره سارتر انه ذاتا تنفعل لها سلوك Comportement فالغير حالة خاصة لها حياتها يمكن من خلال الصداقة أن أشاركه مثلا الحزن . فالصورة التي أعطاها سارتر للغير باعتباره جحيما تزول بمجرد ما ينطق هذا الغير بكلمة ؛ أي بمجرد ما تدخل الذات في تواصل مع الغير تتحطم فكرة التعالي عن الأنا الآخر .

لكن هذا الغير ليس مجرد سلوك أو تصرفات يكفي أن نتواصل معه لمعرفته ؛ لأن هناك باطنا نفسيا خاصا بها لايمكن النفاذ إليه ، مثلا لا أستطيع أن أشارك الغير أحزانه مهما بذلت من مجهود كل ما أقوم به هو التعبير عن شعوري بالثأتر ؛ فالحياة النفسية للغير حياة خاصة تبدو مستحيلة عن الأنا ، وهذا ما ستعمل على إنجازه مدرسة التحليل النفسي مع فرويد ، فالغير أحيانا يكون وسيطا ضروريا لبلوغ أعماق اللاشعور مثال المحلل النفسي .

نلاحظ بأن هناك اختلاف حول السبل التي تؤدي إلى معرفة الغير ؛ لهذا يقترح دولوز تصورا مغايرا إذ يرى في الغير بنية ونظام من التفاعلات بين الذوات . فعندما تدرك الذات شيئا ما تدركه من خلال الغير ، لأن هذا الغير بمجرد ما يتكلم يضفي على الممكنات شيئا من الواقعية . إن الغير هو الوجود الممكن المغلف . واللغة هي واقع الممكن من حيث هو ممكن ، والأنا هو بسط وتفتيح للممكنات ... فان الغير بوصفه بنية هو تعبير عن عالم ممكن ، انه هو الشيء المعبر عنه مدركا بوصفه لم يوجد بعد خارج ما يعبر عنه .

خلاصة القول تعترضنا صعوبات عدة عند محاولة إخضاع الغير للمعرفة ، تتعلق من ناحية بطبيعة الموضوع الذي يتميز بالحركية والفعل والقدرة على الترميز ، ومن ناحية أخرى بأي المناهج يمكننا إجراء مقاربة موضوعية ، وهل الموضوع يقبل الموضوعية ؟

ج- العلاقة بالغير

تتعدد أوجه العلاقة بالغير وتتخذ أبعادا مختلفة بين الابن والأب ، والأم ، والأخ ، عشيقين ، بين خصم ومنافسه ، بين المعلم والتلميذ بين الضحية والجلاد ...هذه العلاقة لا تتوقف عن التغير وتأخذ أشكالا متنوعة إن لم تكن متناقضة ، إنها التعبير الواضح عن طبيعة الوضع البشري . الذي اتخذ صيغا مختلفة مثال الجحيم هم الآخرون سارتر ؛ إن أكبر عقاب لي هو أن أكون وحدي في الجنة مالبرانش...

يقيم الناس فيما بينهم أشكالا من العلاقات المختلفة ويستعملون الكثير من أدوات التواصل ويتصرفون حسب الوضع الذي يكونون عليه . ويكشف لنا هذا الوضع عن تعقد العلاقة التي تمتد إلى الأنانية المفرطة أو الإيثار المفرط . وتنجلي هذه العلاقة في شكل تمظهرات مختلفة : الحب الكراهية الصداقة العداوة التعصب التسامح .. وهذا يحيلنا على صورتين للعلاقة مع الغير فهو إما صديق أو غريب .

هيدجر:علاقة اشتراك مع الغير

كريستيفا : الكشف عن الغريب الذي فينا

ميرلوبنتي: ممكن مد جسور التواصل مع الغير

ما طبيعة العلاقة مع الغير ؟

ما يحد طبيعة العلاقة هو الوجود المشترك

لهذا الوجود هو من أجل العالم المشترك مع الغير

العلاقة لا تحددها نظرة الذوات لبعضها لبعض

الآخرون يلتقون لأنهم يوجدون في عالم مشترك عالم حيوي

العلاقة هي علاقة انشغال إنها تجربة مع الآخرين

بنية النص : تفسيري ، حجاجي ، عرض ، نقد

المنهج : عقلي ـالملي

المفاهيم : الوجود ، التجاور الآنطلوجي ، الوجود مع الغير ، اشتراك بين الذوات ، الانشغال

ليس الغريب هو ذلك الآخر بالمعنى الواسع

الغريب يسكننا إنه القوية الخفية لهويتنا

الغريب ينشأ عندما يتكون لدي وعي بالاختلاف وندرك بأننا غرباء في ذات الوقت

فكرة الغريب لها دلالة حقوقية بالقياس إلى مفهوم المواطنة

الغريب ليس هو ذلك المخالف لنا بل هو يجثم فينا

نظرة الغير لا تحولني إلى شيء كما لا تحوله نظرتي إلى شيء إلا إذا انسحب كل واحد منا وانغلق على نفسه

إن النظرة اللاإنسانية لبعضنا البعض هي التي تحولنا إلى مواضيع

لكن التواصل بين الأنا والغير يجعل العلاقة ممكنة

لا يبقى الآخر مجهولا بالنسبة لي إلا إذا ظل منغلقا على ذاته صامت

ولكن بمجرد ما ينطق حتى يبدأ بالكف عن التعالي والإعلان عن وجوده

بنية النص : تحليل ، حجاج ، استدلال ،

المنهج : تحليل ، نقدي ظاهراني

المفاهيم : التواصل ، الحوار ، الغير ، لا إنساني ،

يدل مفهوم الغريب على كل من ليس أنا ؛ بمعنى أنا أخرى مخالفا لي ثقافيا وعرقيا ودينيا أي كل ما هو مخالف لهويتي ويصبح مبدأ المواطنة في بعده الحقوقي أساسا لتحديد من هو الغريب ؛ لكن كريستيفا تعتبر هذا التحديد سطحيا لأنه يشير إلى ما هو مرتبط بالهوية إلي حالة منغلقة على ذاتها تقصي كل من ليس منها ؛ بينما واقع الأمر أننا نحمل في ذواتنا حالة من الغربة غالبا ما نغض الطرف عنها ومن هذا المنطلق ينشأ شعور فردي أو جمعي يدفع الأنا إلى إقصاء الغير بل والعمل على القضاء عليه ويغذي هذا الشعور وسائل الإعلام بتذويب التناقضات لصالح الأنا الفردية أو الجماعية ؛ وهكذا تكون أسطورة التفوق العرقي أو الثقافي أو القومي حالات مدمرة تلغي الآخر وتجعل مثل هذه الشعوب تكرر مأساتها وتعيش وهم التاريخ وهم التفوق وهم الشعب المختار .يقول كيوم لم تعد ثمة مواجهة رمزية تنظمها الديانة أو الطقوس أو المحرمات ، إننا أصبحنا نعيش وهم الآخر.

ينبغي أن ندرك أن الغير ضروري للأنا لأنه ينعش الفكر يقومه ، وهذا يتطلب وعي بالذات والمطالبة بقاعدة من قواعد اللعب كحد أدنى لكي يتاح لكل واحد ، في نهاية التحليل ، أن يفكر فيما يريد . أي أن العلاقة هي علاقة انشغال تجربة مع الآخرين على حد تعبير هيدجر. كما يلعب التواصل والحوار عنصرا ايجابيا في هدم تلك الهوة القائمة بين الأنا والغير .

إن الموقف الذي يجب اتخاذه من الغريب ليس هو موقف الإقصاء لأن هذا الغير هو إنسان قبل كل شيء وهو عنصر ثقافي لهذا لابد من فسح المجال للحوار والتسامح والاحترام والحق في الاختلاف حتى نضمن حدا أدنى من التعايش ضمن الحفاظ على استقلالية الأنا والغير .

3 commentaires:

nani a dit…

ما الذي يجعل من نظرية ما نظرية علمية؟

nani a dit…

ما الذي يجعل من نظرية ما نظرية علمية؟

Unknown a dit…

اعتقد ما يجعل النظرية علمية هو مدي تطابقها مع الواقع واستنادها لتجارب وخبرات حتي ولو كانت فكريةاو افتراضية ومدي انسجامها مع العلم بصورة عامة وبحسب حوجتنا لها والفراغ الذي تملأه والعطش المعرفي الذي ترويه فينا .