jeudi 28 février 2008

تطبيقات في الفلسفة: قيمة الشخص

تطبيقات

وجد طفل بأحد سطوح منزل بمراكش ، في حالة مأساوية عاريا حافيا رثا لا أنف له ، شبيه بالإنسان البدائي وقد أثارت هذه الواقعة سخط السكان واستغرابهم للحالة التي عليها الطفل ، فجاءت الشرطة والوقاية المدنية وتم نقل الطفل إلى المستشفى لتقديم الإسعافات الأولية . ومنذ ذاك الحين سار حادث الطفل حديث السكان .

على ضوء هذه الواقعة أكتب مقالا فلسفيا تناقش فيه هذه الحادثة مبرزا وضعية الشخص وقيمته داخل المجتمع وكيف تم هدر كرامة هذا الطفل ؟

الوضع المشكل

قيمة وكرامة الشخص بوصفه إنسانا

مالذي يحدد قيمته ؟

وأين تتجلى كرامة الإنسان ؟

مكونات .: الشخص ، الكرامة الإنسانية ،

المناقشة والتحليل

تشكل واقعة الطفل حدثا مثيرا يعيد طرح مسألة الكرامة الإنسانية وقيمته

مسألة تتعلق بحقوق الإنسان بصورة عامة وحقوق الطفل بصورة خاصة

هل تتحدد قيمة الإنسان باعتباره شخصا متميزا عاقلا أم هناك عناصر أخرى تدخل في تحديد قيمته

مالذي يؤسس البعد القيمي للشخص انتمائه للجماعة نموذج راولز أم باعتباره ذاتا لعقل أخلاقي عملي نموذج كانط

· وجود الإنسان داخل نظام اجتماعي يمكنه من تحقيق قاعدة الحق والواجب مما يضمن له حريته وكرامته

· حرية الأفراد تتجلى في كفاءتهم الأخلاقية والعقلية

· العلاقات بين الأشخاص تفرض على الشخص نوعا من الالتزام نحو الجماعة والهيئات

· بالنتيجة انفتاح الشخص على الآخرين يضمن له كرامته ويعطيه قيمة

أما كانط فينطلق من كون الشخص غاية وليس وسيلة

يمتلك الإنسان العقل الذي يميزه عن باقي الكائنات الحية

الشخص ذات لعقل أخلاقي عملي وهذا ما يعطيه قيمة وتجعله يمتلك كرامة تستوجب الاحترام والتقدير على قاعدة المساواة

والإلتزاة بواجباته

من نطلق الواجب تكون تلك المرأة قد أهدرت كرامة وإنسانية ذلك الطفل

ويهدرها لكرامة الطفل تكون قد ارتكبت جريمة في حق الإنسانية وتنكرت للبعد الإنساني للطفل

الخاتمة

كتابة المقال

لقد شكلت واقعة الطفل حدثا مثيرا حرك الرأي العام ؛ والمسؤولين على السواء ، و أعاد طرح مسألة حقوق الإنسان والطفل من جديد وكيف يمكن الحفاظ على كرامة وقيمة الشخص كإنسان .

إن الوضع الذي وجد عليه الطفل شكل فرصة للمجتمع المدني للتفكير في الوضع البشري باعتبار الإنسان شخصا أخلاقيا وقانونيا يعيش داخل واقع اجتماعي ؛ فتجربة الشخص تتشكل داخل المجتمع ، وتتحدد هويته في تفاعل مع الغير . لهذا الشخص ليس بشيء إنه كيان نفسي اجتماعي لسني ديني ... والسمة الأساسية للشخص هي هويته التي تنمو وتتطور من خلال علاقاته بالآخرين ، وضمن هذه العلاقة تبدأ الملامح الوجدانية والذهنية والمعرفية بالتشكل . ويصبح الشخص موضوعا أخلاقيا يتمتع بالحرية وحق الاحترام والحفاظ على كرامته . ويتحدد وجوده من منطلق حقوقي ؛ومن تم لا يحق لأي كان أن يحط من كرامة الشخص فالواجب الأخلاقي اتجاه الإنسان يستوجب احترام كرامته على حد تعبير كانط .

لكن مالذي يؤسس قيمة وكرامة الشخص ؟

يقترح التصور الكانطي نظرة فلسفية للشخص كذات عاقلة أخلاقية ، فهو غاية في حد ذاته يتميز بالحرية والإرادة وهذه الخصائص هي التي جعلت منه كائنا متميزا عن الكائنات الحية ، لأنه ذات لعقل أخلاقي عملي ، والإنسانية التي تجثم في داخله تستوجب الاحترام والتقدير على قاعدة المساواة من هنا يرى كانط أن الشخص يتجاوز كل سعر نظرا لتكوينه الأخلاقي . وإذا ما وضعنا حالة الطفل في هذا الوضع نجده فقد كرامته وسلبت منه إنسانيته . لكن هل يكفي الاعتقاد الكانطي بمبدأ ملكة العقل لتحديد القيمة المتأصلة للشخص ؟

هنا نورد تصور راولزالذي تناول الشخص في واقعيته كفاعلية وحركية وكعنصر منخرط في مجتمع منظم يقوم على أساس العدالة والتعاون ؛ وهذه الوضعية توفر للإنسان قيمة متميزة وتضمن له حق الوجود ضمن دائرة الانفتاح على الغير من أجل التعاون وذلك بالالتزام بمبادئ الأخلاق . فعضوية الشخص الاجتماعية هي التي جعلت منه شخصا حرا يتمتع بالحقوق .

و ما قامت به تلك المرأة اتجاه الطفل يعتبر تخل عن مسؤوليتها وواجبها الأخلاقي والإنساني ، وبالتالي هدرا لحق من حقوق هذا الطفل ألا وهو الحق في الكرامة الإنسانية .

سواء مع كانط أو مع راولز نجد البعد الإنساني للشخص حاضرا رغم تمايز الموقفين ، وهذا ما جعل الحادثة تشكل صدمة للرأي العام لأن الكرامة الإنسانية تم هدرها إلى درجة سلب طفل حقه الانفتاح على الغير لكي ينمو بصورة طبيعية وتتشكل ملامحه الوجدانية والذهنية ، ويعتبر كل فعل يستهدف الكرامة والحرية من خلال إلحاق الأذى بالفرد ؛ فعل لاأخلاقي ومناف للحقوق .

Aucun commentaire: